يا جماعة انا كنت اصفح احد المنتديات الا بهالقصة يلي حاصلة مع شب من شباب فلسطين
قراتها وصدقوني اني شعرت بالموقف
رغم انو في حكمة او مثل بتحكي
انو لا يشعر بالجرح كل من لا يعرف الالم
قد يرى الناس الذي في راسك لكنهم لا يشعرون بالالم الذي تعانيه
بلشو معي في القصة
بسم الله الرحمن الرحيم
((إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم ألجنه))
أنا الذي صارع الحياة وذاق طعم الممات في حصار لي مع إخواني في (كنيسة المهد) أنا الذي كنت أهوى السير في هذه الأرض الطيبة المباركة وكم داست أ قدامي ارض الإسراء والمعراج إلا أنني لم اعرف ما كانت تخبؤه لي كنيسة المهد كنيسة السيد المسيح عيسى عليه السلام كنيسة كنا نعتقد بان حرمتها كانت سترفع ظلم وقتل اليهود لنا نحن أبناء هذه المدينة رغم أننا كنا لا نطمح في دخولها إلا أن جاء قدر الله ومشيئته ولم نكن نعلم بان لا حرمة للمقدسات عند اليهود
لا يمكن لي أن اصدق أني انتقلت من إنسان عمل ومشى وذهب وجاهد في سبيل الله إلى مقعد عاجز ولا زلت لا اصدق وكأني أعيش كذبة كبيرة فانا لم أولد هكذا ولم اصب مبكرا بل في عمر السادسة والعشرين وكان التاريخ 22/4/2002
وعندي من الأولاداربعة والاهم من ذلك بعد مقارعة الاحتلال حتى لحظة الإصابة في الليلة المشئومة داخل كنيسة المهد عندما أصابتني فجأة رصاصة اخترقت الصدر والرئة والعمود الفقري وقطع النخاع ألشوكي تمام الواحدة فجرا وبعد معايشة إخواني الحصار مدة اثنين وعشرون يوما قبل أن أصاب حتى أن إخواني شاهدوني بعد العودة إلي البت تحدثوا لي وقالوا باني لم انزف دما من شدة الجوع الذي شهدناه.
كان الأصدقاء قد قضى بعضهم نحبه وبعضهم أصيب وآخرون محاصرون أو جثث نراقبها بصمت وكنا متعبين من معارك خضناها خارج الكنيسة وأخرى داخلها ومن نقل شهداء آخرين وكنت احد الذين نقلو قارع الأجراس الذي قضى نحبه إلى غرفة الرهبان التي كانت تربطنا بهم علاقة طيبه وودية
ومع الألم المتواصل فقدت الوعي شيئا فشيئا وأنا اعتقد أني مجرد أصبت بجراح أو أتجهز لشهادة محتمله وفي الحالتين اظفر بالحسنيين
أن تعيش الموت لحظه بلحظه وتستعد له وتواجهه ستعجز عن وصفه الكلمات، الأبناء، الاحبه، الذكريات، الأصدقاء، الأهل، الأخطاء، الدموع والألم والحياة الدنيا والفراق الصعب، ثم تغيب تماما
فقدت الوعي وسلمني رفاقي للوساطة بين المحاصرين والجيش المحتل وكنت في ذلك الحين رهن الاعتقال
قبل أن استيقظ في مشفى هداسا الإسرائيلي تحت حراسة مشدده ومكبلا إلى السرير كانت تأتي لي لحظات من الوعي حيث كنت أرى احد الحراس يشير بيده بانه سيقتلني وصرت اتسائلكيف جئت إلى هنا وأين أنا وما الذي حدث ؟ ظللت أتساءل 3 أيام بعد رجوع الوعي دون أن يجيب احد أو يفكوا سلاسلي أو افهم قبل أن تأتي إحدى الممرضات وكنت انتظر أن تقول لي حضر اهلك أو الحمد لله على السلامة أو ستخرج وإذا بها تخبرني أني أصبت بالشلل النصفي.
أي خبر ؟ أي موت ؟ أي نهاية ؟ أي شباب ؟ أي مقاتل ؟ وتحت هول الصدمة بدأت أتذكر واستعيد ذاكرة الشاب المليء بالنشاط فطلبت الاتصال بأهلي الذين كانوا يبحثون عني منذ 39 يوما
حضر والدي في اليوم الثاني بعد 39 في لحظه لا يمكن أن توصف وهو يقف أمام تعبه وعمرة وفلذة كبده وحبيبه مقعدا وعاجزا ومستسلما صار يصبرني كأنه يصبر نفسه وأنا أصبره كأني اصبر نفسي وكلانا يحترق بعد فقدان أمله برؤيتي بالرغم انه كان هو والعائلة يحضرون بيتا للفرح بابنهم البكر الشهيد وبعدها بلحظات سالت عن أصدقائي فإذا هم أما شهداء أو معتقلين أو مبعدين إلى بلدان شتى فداهمنا الوقت فإذا بهم يقولن ألا يكفيكم فابعدوا والدي وأخرجوه وهو يقول سآتي بأمك وزوجتك في الغد وذهب وكنت انتظر ولم اصدق نفسي بأنهم يخرجون والدي ولم استطع حتى رفع صوتي لان صوتي منخفضا نتيجة استأ صال الجزء العلوي من الرئة وصرت انتظر وكلي أمل هل من المعقول أن أشاهد أهلي بعد موت دام 39 يوما ؟
وفي اليوم التالي كنت مستلقيا على ظهري بين كهان وسكناج اليهود فنظرت مليا إلى ممر المشفي وشاهدت امرأة وقلت في نفسي اقسم بالله أن هذه المراة تشبه زوجتي فنظرت إلي وكأني ناديتها فاتت بسرعة واحتضنتني الله اكبر أتت مسافة حوالي 20 مترا وأنا لم استطع إلا تحريك راسي الله اكبر كنت أقيس الأرض شمالا وجنوبا ولم استطع أن ألاقي زوجتي أي شلل هذا وسألتها أين أمي وأين أهلي فقالت لي إن حراس المستشفى يحتجزون شقيقتك وعمك فصرخت رغم لا صوت لي الله اكبر حتى ونحن في لحظة الشلل لن يسمح لأهلنا بزيارتنا وبعد دقائق جاءت أمي وكان الأسى والحزن اكبر واشد وقالت اخذ الجيش عمك فبالله عليكم ماذا عساي أن اعمل وأنا لم أحرك ساكنا
وبعد العودة إلى مدينتي بيت لحم في تاريخ 2/6/2002 كان بقية الأهل يبكون قبل أن اصل وتكررت المأساة في لقاء آخر استمر في الجمعية العربية للتأهيل أربعة اشهر قبل أن أعود إلى دفء بيتي الخالي من الأصدقاء المبعدين والشهداء والمعتقلين
رحلة أخرى بدأت أكثر صعوبة من أن اصدق أن لا حول لي ولا قوة ولا عمل ولا هيبة، صرت احتاج إلى 150 دولار شهريا للأدوية والمستلزمات الطبية وهو ما وفرته مؤسسة الشهداء والجرحى تارة ولم توفره تارة أخرى وبعد ذلك ماذا سأعمل من أين احصل على الكرسي المتحرك من يصرف على بيتي وأطفالي في المدارس وهم يكبرون بين يدي بقلب منكس وتكبر احتياجاتهم وتكبر الأسئلة المصيرية وينظرون لي نظرة لا اعرف من أين سأمسح الدموع أأمسحها للأهل أم للزوجة أم للأطفال وصارت الأيام والأشهر والسنين حتى بدأت اتاقلم مع الوضع صار الوضع هو من يريد أن يتأقلم معنا