منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام
اهلا وسهلا بكم عزيزى الزائر نروجو منك التسجيل بالمنتدى
وشكرا تحياتي أبـــــــــــو وســــــــــــــــام .....................
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام
اهلا وسهلا بكم عزيزى الزائر نروجو منك التسجيل بالمنتدى
وشكرا تحياتي أبـــــــــــو وســــــــــــــــام .....................
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام

منتديات أبـــــــــــو وســـــــــــــام تـــــــــــرحـــــــــــــــــــــــب بـــــــــــــكم
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  شات فريق الاصحابشات فريق الاصحاب  هاتهات  

 

 تفسير سوره البينه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
apowesam
Admin
Admin
apowesam


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 21/02/2010

تفسير سوره البينه Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سوره البينه   تفسير سوره البينه Icon_minitimeالأربعاء فبراير 24, 2010 11:57 pm

تفسير سوره البينه 16226_image010سورة «البينه»
** تفسير سورة «البينه» وهي مكية في قول يحيـى بن سلاّم. ومدنِية¹ في قول ابن عباس والجمهور. وهي تسع آيات.
وقد جاء في فضلها حديث لا يصحّ, رويناه عن محمد بن عبد الله الحضرمِيّ قال: قال لي أبو عبد الرحمن بن نُمَير: اذهب إلى أبي الهيثم الخشاب, فاكتب عنه فإنه قد كتب¹ فذهب إليه, فقال: حدّثنا مالك بن أنس, عن يحيـى بن سعيد, عن سعيد بن المسيّب, عن أبي الدرداء, قال:
(6430) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس ما في( لَمْ يَكُنِ) الذين كفروا مِن أهل الكِتابِ, لعطّلوا الأهل والمال, فتعلموها» فقال رجل من خزاعة: وما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال: «لا يقرؤها منافق أبداً, ولا عبد في قلبه شك في الله. والله إن الملائكة المقربين يقرؤونها مُنذُ خَلَق الله السموات والأرضَ ما يَفْتُرُون من قراءتها. وما من عبدٍ يقرؤها إلا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه, ويدعون له بالمغفرة والرحمة». قال الحَضرميّ: فجئت إلى أبي عبد الرحمن بن نُمير, فألقيت هذا الحديث عليه, فقال: هذا جد, كفانا مؤونته, فلا تعد إليه. قال ابن العربيّ: «روى إسحاق بن بشر الكاهلي عن مالك بن أنس, عن يحيـى بن سعيد, عن ابن المسيّب: عن أبي الدرداء, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(6431) «لو يعلم الناس ما في (لم يكن) الذين كفروا, لعطلوا الأهل والمال ولتعلموها». حديث باطل¹ وإنما الحديث الصحيح ما روي عن أنس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبيّ بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُواْ}» قال: وسماني لك!؟ قال: «نعم» فبكى.
قلت: خرّجه البخاري ومسلم. وفيه من الفقه قراءة العالِم على المتعلم. قال بعضهم: إنما قرأ النبيّ صلى الله عليه وسلم على اُبيّ, ليعلم الناس التواضع¹ لئلا يأنف أحد من التعلم والقراءة على من دونه في المنزلة. وقيل: لأن أبياً كان أسرع أخذاً لألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم¹ فأراد بقراءته عليه, أن يأخذ ألفاظه ويقرأ كما سمع منه, ويعلم غيره. وفيه فضيلة عظيمة لأبيّ¹ إذ أمر الله رسوله أن يقرأ عليه. قال أبو بكر الأنباري: وحدّثنا أحمد بن الهيثم بن خالد, قال حدّثنا علي بن الجعد, قال حدثنا عكرمة عن عاصم عن زِرّ بن حبيش قال: في قراءة أبيّ بن على من تاب. قال عكرمة: قرأ عليّ عاصم «لم يَكُنْ» ثلاثين آية, هذا فيها. قال أبو بكر: هذا باطل عند أهل العلم¹ لأن قراءتي ابن كثير وأبي عمرو متصلتان بأبيّ بن كعب, لا يُقْرأ فيهما هذا المذكور في «لم يكن» مما هو معروف في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, على أنه من كلام الرسول عليه السلام, لا يحكيه عن رب العالمين في القرآن. وما رواه اثنان معهما الإجماع: أثبت مما يحكيه واحد مخالف مذهب الجماعة.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ

** قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكّينَ حَتّىَ تَأْتِيَهُمُ الْبَيّنَةُ * رَسُولٌ مّنَ اللّهِ يَتْلُو صُحُفاً مّطَهّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ }.
قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُواْ} كذا قراءة العامة, وخَطّ المصحف. وقرأ ابن مسعود «لَمْ يَكُنِ المُشْركونَ وأهْلُ الكِتابِ مُنْفَكّينَ» وهذه قراءة على التفسير. قال ابن العربيّ: «وهي جائزة في مَعرِض البيان, لا في مَعْرض التلاوة¹ فقد قرأ النبيّ صلى الله عليه وسلم في رواية الصحيح «فَطَلّقُوهنّ لِقَبْل عِدّتهِن» وهو تفسير¹ فإنّ التلاوة: هو ما كان في خطّ المصحف».
قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} يعني اليهود والنصارى. {وَالْمُشْرِكِينَ} في موضع جر عطفاً على «أهل الكتاب». قال ابن عباس: «أهلُ الكتابِ»: اليهود الذين كانوا بيثرِب, وهم قُرَيَظة والنّضِير وبنو قَيْنُقاع. والمشركون: الذين كانوا بمكة وحولها, والمدينة والذين حولها¹ وهم مشركو قريش. {مُنفَكّينَ} أي منتهين عن كفرهم, مائلين عنه. {حَتّىَ تَأْتِيَهُمُ} أي أتتهم البينة¹ أي محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: الانتهاء بلوغ الغاية¹ أي لم يكونوا ليبلغوا نهاية أعمارهم فيموتوا, حتى تأتيهم البينة. فالانفكاك على هذا بمعنى الانتهاء. وقيل: {مُنفَكّينَ} زائلين¹ أي لم تكن مدتهم لتزول حتى يأتيهم رسول. والعرب تقول: ما انفككتُ أفعل كذا: أي ما زلت. وما انفك فلان قائماً: أي ما زال قائماً. وأصل الفَكّ: الفتح¹ ومنه فك الكتاب, وفَكّ الخَلخال, وفك السالم. قال طَرَفة:
فآلَيتُ لا ينفَكّ كَشْحِي بطانةًلِعَضْبٍ رقيق الشّفْرَتَيْنِ مُهَنّدِ

وقال ذو الرمة:
حَرَاجِيجُ ما تَنْفكّ إلاّ مُناخةًعلى الخَسْفِ أوْ نَرْمِي بهَا بَلداً قفرا
يريد: ما تنفك مناخة¹ فزاد «إلاّ». وقيل: «مُنفَكّين»: بارحين¹ أي لم يكونوا ليبرحوا ويفارقوا الدنيا, حتى تأتيهُمُ البينةُ. وقال ابن كيسان: أي لم يكن أهل الكتاب تاركين صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم, حتى بُعِث¹ فلما بُعث حسدوه وجحدوه. وهو كقوله: {فَلَمّا جَآءَهُمْ مّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} (البقرة: 89). ولهذا قال: {وَمَا تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ}... الاَية. وعلى هذا فقوله: {وَالْمُشْرِكِينَ} أي ما كانوا يسيئون القول في محمد صلى الله عليه وسلم, حتى بُعِث¹ فإنهم كانوا يسمونه الأمين, حتى أتتهم البينة على لسانه, وبُعث إليهم, فحينئذٍ عادَوْه. وقال بعض اللغويين: {مُنفَكّينَ}: هالكين¹ من قولهم: أنْفَكَ صَلاَ المرأةِ عند الولادة¹ وهو أن ينفصل, فلا يلتئم فتهلك. المعنى: لم يكونوا معذبين ولا هالكين إلا بعد قيام الحجة عليهم, بإرسال الرسل وإنزال الكتب. وقال قوم في المشركين: إنهم من أهل الكتاب¹ فمن اليهود من قال: عُزيرٌ ابن الله. ومن النصارى من قال: عيسى هو الله. ومنهم من قال: هو ابنه. ومنهم من قال: ثالث ثلاثة. وقيل: أهل الكتاب كانوا مؤمنين, ثم كفروا بعد أنبيائهم. والمشركون وُلِدوا على الفِطرة, فكفروا حين بلغوا. فلهذا قال: {وَالْمُشْرِكِينَ}. وقيل: المشركون وصف أهل الكتاب أيضاً, لأنهم لم ينتفعوا بكتابهم, وتركوا التوحيد. فالنصارى مُثَلّثة, وعامة اليهود مُشَبّهة¹ والكُل شِركٌ. وهو كقولك: جاءني العقلاء والظرفاء¹ وأنت تريد أقواماً بأعيانهم, تصفهم بالأمرين. فالمعنى: من أهل الكتاب المشركين. وقيل: إن الكفر هنا هو الكفر بالنبيّ صلى الله عليه وسلم¹ أي لم يكن الذين كفروا بمحمد من اليهود والنصارى, الذين هم أهل الكتاب, ولم يكن المشركون الذين هم عَبَدَةُ الأوثان من العرب وغيرهم ـ وهم الذين ليس لهم كتاب ـ مُنْفَكّين. قال القشيرِيّ: وفيه بعد¹ لأن الظاهر من قوله: {حَتّىَ تَأْتِيَهُمُ الْبَيّنَةُ } أن هذا الرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم. فيبعد أن يُقال: لم يكن الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم منفكين حتى يأتيهم محمد¹ إلا أن يقال: أراد: لم يكن الذين كفروا الاَن بمحمد ـ وإن كانوا من قبل مُعَظّمين له, بمنتهين عن هذا الكفر, إلى أن يبعث الله محمداً إليهم, ويبيّن لهم الاَيات¹ فحينئذٍ يؤمن قوم. وقرأ الأعمش وإبراهيم «والمشركُونَ» رفعاً, عطفاً على «الذين. والقراءة الأولى أبين¹ لأن الرفع يصير فيه الصنفان كأنهم من غير أهل الكتاب. وفي حرف أبيّ: «فما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركون منفكين». وفي مصحف ابن مسعود: «لم يكنِ المشركون وأهلُ الكتابِ منفكّين». وقد تقدم. {حَتّىَ تَأْتِيَهُمُ الْبَيّنَةُ} قيل حتى أتتهم. والبَيّنة: محمد صلى الله عليه وسلم. {رَسُولٌ مّنَ اللّهِ} أي بعيث من الله جل ثناؤه. قال الزّجّاج: «رسول» رفع على البدل من «البينة». وقال الفراء: أي هي رسول من الله, أو هو رسول من الله¹ لأن البينة قد تذكر فيقال: بينتي فلان. وفي حرف اُبيّ وابن مسعود «رَسُولاً» بالنصب على القطع. {يَتْلُو} أي يقرأ. يقال: تلا يتلو تلاوة. {صُحُفاً} جمع صحيفة, وهي ظرف المكتوب. {مّطَهّرَةً } قال ابن عباس: من الزور, والشك, والنفاق, والضلالة. وقال قتادة: من الباطل. وقيل: من الكذب, والشّبُهات, والكفر¹ والمعنى واحد. أي يقرأ ما تتضمن الصحف من المكتوب¹ ويدل عليه أنه كان يتلو عن ظهر قلبه, لا عن كتاب¹ لأنه كان أمّيا, لا يكتب ولا يقرأ. و{مّطَهّرَةً }: من نعت الصحف¹ وهو كقوله تعالى: {فَي صُحُفٍ مّكَرّمَةٍ * مّرْفُوعَةٍ مّطَهّرَةٍ } (عبس: 13 ـ 14), فالمطهرة نعت للصحف في الظاهر, وهي نعت لما في الصحف من القرآن. وقيل: «مطهرة» أي ينبغي ألا يَمَسّها إلا المطهرون¹ كما قال في سورة «الواقعة» حسب ما تقدّم بيانه. وقيل: الصحف المطهرة: هي التي عند الله في أمّ الكتاب, الذي منه نُسِخ ما أنزل على الأنبياء من الكتب¹ كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مّحْفُوظٍ } (البروج: 21 ـ 22). قال الحسن: يعني الصحف المطهرة في السماء. {فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ} أي مستقيمة مستوية محكمة¹ من قول العرب: قام يقوم: إذا استوى وصح. وقال بعض أهل العلم: الصحف هي الكتب¹ فكيف قال في صحف فيها كُتب؟ فالجواب: أن الكتب هنا: بمعنى الأحكام¹ قال الله عز وجل: {كَتَبَ اللّهُ لأغْلِبَنّ} (المجادلة: 21) بمعنى حكم. وقال صلى الله عليه وسلم: «والله لأقضِين بينكما بكتاب الله» ثم قضى بالرجم, وليس ذِكر الرجم مسطوراً في الكتاب¹ فالمعنى لأقضين بينكما بحكم الله تعالى. وقال الشاعر:
وما الولاءُ بالبلاءِ فمِلْتُمُوما ذاكَ قال اللّهُ إذ هو يَكْتُبُ
وقيل: الكتب القيمة: هي القرآن¹ فجعله كتباً لأنه يشتمل على أنواع من البيان.

** قوله تعالى: {وَمَا تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيّنَةُ }.
قوله تعالى: {وَمَا تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} أي من اليهود والنصارى. خصّ أهل الكتاب بالتفريق دون غيرهم, وإن كانوا مجموعين مع الكافرين¹ لأنهمْ مظنون بهم عِلم¹ فإذا تفرّقوا كان غيرهم ممن لا كتاب له أدخل في هذا الوصف. {إِلاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيّنَةُ} أي أتتهم البينة الواضحة. والمعنِيّ به محمد صلى الله عليه وسلم¹ أي القرآن موافقاً لما في أيديهم من الكتاب بنعته وصفته. وذلك أنهم كانوا مجتمعين على نبوّته¹ فلما بعِث جحدوا نبوّته وتفرّقوا, فمنهم من كفر: بغياً وحسداً, ومنهم من آمن¹ كقوله تعالى: {وَمَا تَفَرّقُوَاْ إِلاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} (الشورى: 14). وقيل: «البينة»: البيان الذي في كتبهم أنه نبي مرسل. قال العلماء: مِن أوّل السورة إلى قوله «قَيّمَةٌ»: حكمها فيمن آمن من أهل الكتاب والمشركين. وقوله: «وما تفرق»: حكمه فيمن لم يؤمن من أهل الكتاب بعد قيام الحجج.

** قوله تعالى: {وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ }.
فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {وَمَآ أُمِرُوَاْ} أي وما أمِر هؤلاء الكفار في التوراة والإنجيل {إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ} أي ليوحدوه. واللام في «لِيعبدوا» بمعنى «أن»¹ كقوله: {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ} (النساء: 26) أي أن يبين. و{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ} (الصف: Cool. و{وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 71). وفي حرف عبد الله: «وما اُمِروا إلاّ أنْ يَعبدوا الله». {مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ} أي العبادة¹ ومنه قوله تعالى: {قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ مُخْلِصاً لّهُ الدّينَ} (الزمر: 11). وفي هذا دليل على وجُوب النية في العبادات¹ فإن الإخلاص مِن عمل القلب, وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره.
الثانية: قوله تعالى: {حُنَفَآءَ} أي مائلين عن الأديان كلها, إلى دين الإسلام, وكان ابن عباس يقول: حُنفاء: على دِين إبراهيم عليه السلام. وقيل: الحَنِيف: من اختتن وحج¹ قاله سعيد بن جبير. قال أهل اللغة: وأصله أنه تَحَنّفَ إلى الإسلام¹ أي مال إليه.
الثالثة: قوله تعالى: {وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ} أي بحدودها في أوقاتها. {وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ} أي يُعطوها عند محلها. {وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ} أي ذلك الدين الذي اُمِروا به دين القَيّمة¹ أي الدين المستقيم. وقال الزجاج: أي ذلك دِين المِلّة المستقيمة. و«القَيّمة»: نعت لموصوف محذوف. أو يقال: دِين الأمة القَيّمة بالحق¹ أي القائمة بالحقّ. وفي حرف عبد الله «وذلك الدين القَيّم». قال الخليل: «القَيّمة» جمع القيم, والقيم والقائم: واحد. وقال الفراء: أضاف الدين إلى القيمة وهو نعته, لاختلاف اللفظين. وعنه أيضاً: هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه, ودخلت الهاء للمدح والمبالغة. وقيل: الهاء راجعة إلى الملة أو الشريعة. وقال محمد بن الأشعث الطالقانِي: «القَيّمة» هاهنا: الكتب التي جرى ذكرها, والدين مضاف إليها.

** قوله تعالى: {إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـَئِكَ هُمْ شَرّ الْبَرِيّةِ * إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أُوْلَـَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ }.
قوله تعالى: {إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} «المشركين»: معطوف على «الّذين», أو يكون مجروراً معطوفاً على «أهل». {فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـَئِكَ هُمْ شَرّ الْبَرِيّةِ} قرأ نافع وابن ذَكوان بالهمز على الأصل في الموضعين¹ من قولهم: بَرأ الله الخلق, وهو البارىء الخالق, وقال: {مّن قَبْلِ أَن نّبْرَأَهَآ} (الحديد: 22). الباقون بغير همز. وشدّ الياء عِوضاً منه. قال الفَرّاء: إن اُخذت البَرِيّة من البَرَى, وهو التراب, فأصله غير الهمز¹ تقول منه: بَرَاه اللّهُ يبرُوه بَرْواً¹ أي خلقه. قال القُشَيْرِيّ: ومن قال البَرِية من البَرَى, وهو التراب, قال: لا تدخل الملائكة تحت هذه اللفظة. وقيل: البَرِيّة: مِن بَرَيْت القلمَ, أي قَدّرته¹ فتدخل فيه الملائكة. ولكنه قول ضعيف¹ لأنه يجب منه تخطئة من هَمَز. وقوله: «شَرّ البَرِيّة» أي شر الخليقة. فقيل يحتمل أن يكون على التعميم. وقال قوم: أي هم شر البرية الذين كانوا في عصر النبيّ صلى الله عليه وسلم¹ كما قال تعالى: {وَأَنّي فَضّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة: 47) أي على عالَمي زمانكم. ولا يبعد أن يكون في كفار الأمم قبل هذا من هُو شر منهم¹ مثل فرعون وعاقر ناقة صالح. وكذا «خَيْرُ البَرِيّة»: إمّا على التعميم, أو خير بَرِيةِ عصرهم. وقد استدل بقراءة الهمز من فضّل بني آدم على الملائكة, وقد مضى في سورة «البقرة» القول فيه. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: المؤمنُ أكرم على الله عز وجل من بعض الملائكة الذين عنده.

** قوله تعالى: {جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رّضِىَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبّهُ }.
قوله تعالى: {جَزَآؤُهُمْ} أي ثوابهم. {عِندَ رَبّهِمْ} أي خالقهم ومالكهم. {جَنّاتُ} أي بساتين. {عَدْنٍ} أي إقامة. والمفسرون يقولون: «جَناتُ عَدْنٍ» بُطْنانُ الجَنّةِ, أي وَسَطُها¹ تقول: عَدَن بالمكان يَعْدِن (عَدْنا وعُدُونا): أقام. ومعدِن الشيء: مَرْكزه ومستقرّه. قال الأعشى:
وإنْ يُسْتضافوا إلى حُكْمِهِيُضَافُوا إلى رَاجِح قَدْ عَدَنْ

{تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً} لا يَظْعَنون ولا يموتون. {رّضِىَ اللّهُ عَنْهُمْ} أي رضِي أعمالهم¹ كذا قال ابن عباس. {وَرَضُواْ عَنْهُ} أي رَضُوا هم بثواب الله عز وجل. {ذَلِكَ} أي الجنة. {لِمَنْ خَشِيَ رَبّهُ} أي خاف ربّه, فتناهى عن المعاصي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://apowesam.yoo7.com
 
تفسير سوره البينه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام :: الفئة الأولى :: فى رحاب القرءان-
انتقل الى: