منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام
اهلا وسهلا بكم عزيزى الزائر نروجو منك التسجيل بالمنتدى
وشكرا تحياتي أبـــــــــــو وســــــــــــــــام .....................
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام
اهلا وسهلا بكم عزيزى الزائر نروجو منك التسجيل بالمنتدى
وشكرا تحياتي أبـــــــــــو وســــــــــــــــام .....................
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام

منتديات أبـــــــــــو وســـــــــــــام تـــــــــــرحـــــــــــــــــــــــب بـــــــــــــكم
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  شات فريق الاصحابشات فريق الاصحاب  هاتهات  

 

 تفسير سوره الغاشيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
apowesam
Admin
Admin
apowesam


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 21/02/2010

تفسير سوره الغاشيه Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سوره الغاشيه   تفسير سوره الغاشيه Icon_minitimeالخميس فبراير 25, 2010 12:33 am

تفسير سوره الغاشيه 111سورة «الغاشية»
سورة «الغاشية» وهي مكية في قول الجميع, وهي ست وعشرون آية بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
** قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ }.
«هل» بمعنى قد¹ كقوله: {هَلْ أَتَىَ عَلَى الإِنسَانِ} (الإنسان: 1)¹ قاله قُطْرب. أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية¹ أي القيامة التي تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها¹ قاله أكثر المفسرين. وقال سعيد بن جُبير ومحمد بن كعب: «الغاشية»: النار تَغْشَى وجوه الكفار¹ ورواه أبو صالح عن ابن عباس¹ ودليله قوله تعالى: {وَتَغْشَىَ وُجُوهَهُمْ النّارُ} (إبراهيم: 50). وقيل: تَغشَى الخلق. وقيل: المراد النفخة الثانية للبعث¹ لأنها تَغشَى الخلائق. وقيل: «الغاشية» أهلُ النار يَغْشَونها, ويقتحمون فيها. وقيل: معنى «هل أتاك» أي هذا لم يكن من علمك, ولا من علم قومك. قال ابن عباس: لم يكن أتاه قبل ذلك على هذا التفصيل المذكور هاهنا. وقيل: إنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله¹ ومعناه إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك¹ وهو معنى قول الكلبيّ.

** قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نّاصِبَةٌ }.
قال ابن عباس: لم يكن أتاه حديثهم, فأخبره عنهم, فقال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة. {خَاشِعَةٌ } قال سفيان: أي ذليلة بالعذاب. وكل متضائلٍ ساكن خاشع. يقال: خَشَع في صلاته: إذا تذلل ونَكّس رأسه. وخَشَع الصوتُ: خفِي¹ قال الله تعالى: {وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرّحْمَـَنِ} (طه: 108). والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه. وقال قتادة وابن زيد: «خاشعة» في النار. والمراد وجوه الكفار كلهم¹ قاله يحيـى بن سلام. وقيل: أراد وجود اليهود والنصارى¹ قاله ابن عباس. ثم قال: {عَامِلَةٌ نّاصِبَةٌ } فهذا في الدنيا¹ لأن الاَخرة ليست دار عمل. فالمعنى: وجوه عاملة ناصبة في الدنيا «خاشعة» في الاَخرة. قال أهل اللغة: يقال للرجل إذا دأب في سيره: قد عمل يعمل عملاً. ويقال للسحاب إذا دام برقه: قد عَمل يعمل عملاً. وذا سحاب عَمِل. قال الهذليّ:
حتى شآها كلِيلٌ مَوْهِناً عمِلٌباتت طِرابا وباتَ الليلَ لم يَنَمِ

{نّاصِبَةٌ } أي تعِبة. يقال: نَصِب (بالكسر) ينصَب نَصَباً: إذا تعب, ونَصْباً أيضاً, وأنصبه غيره. فروى الضحاك عن ابن عباس قال: هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية الله عز وجل, وعلى الكفر¹ مثل عَبَدة الأوثان, وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم, لا يقبل الله جل ثناؤه منهم إلا ما كان خالصاً له. وقال سعيد عن قتادة: «عاملة ناصبة» قال: تكبرت في الدنيا عن طاعة الله عز وجل, فأعلمها الله وأنصبها في النار, بجر السلاسل الثقال, وحمل الأغلال, والوقوف حُفاة عراة في العَرَصات, في يوم كان مقداره خمسين ألفَ سنة. قال الحسن وسعيد بن جبير: لم تعمل لله في الدنيا, ولم تنصب له, فأعملها وأنصبها في جهنم. وقال الكلبيّ: يُجَرّون على وجوههم في النار. وعنه وعن غيره: يُكَلّفون ارتقاء جبل من حديد في جهنم, فَينصَبون فيها أشدّ ما يكون من النّصَب, بمعالجة السلاسل والأغلال والخوض في النار¹ كما تخوض الإبل في الوَحَل, وارتقائها في صَعُود من نار, وهبوطها في حَدُور منها¹ إلى غير ذلك من عذابها. وقاله ابن عباس. وقرأ ابن محيصن وعيسى وحميد, ورواها عبيد عن شبل عن ابن كثير «ناصبةً» بالنصب على الحال. وقيل: على الذمّ. الباقون (بالرفع) على الصفة أو على إضمار مبتدأ, فيوقف على «خاشعة». ومن جعل المعنى في الاَخرة, جاز أن يكون خبراً بعد خبر عن «وجوه», فلا يوقف على «خاشعة». وقيل: «عاملة ناصبة» أي عاملة في الدنيا ناصبة في الاَخرة. وعلى هذا يحتمل وجوه يومئذٍ عاملة في الدنيا, ناصبة في الاَخرة, خاشعة. قال عكرمة والسدّيّ: عملت في الدنيا بالمعاصي. وقال سعيد بن جبير وزيد بن أسلم: هم الرّهبان أصحاب الصوامع¹ وقاله ابن عباس. وقد تقدّم في رواية الضحاك عنه. وروي عن الحسن قال: لما قدم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الشام أتاه راهب شيخ كبير مُتَقَهّل, عليه سواد, فلما رآه عمر بكى. فقال له: يا أمير المؤمنين, ما يبكيك؟ قال: هذا المسكين طلب أمراً فلم يصبه, ورجا رجاء فأخطأه, ـ وقرأ قول الله عز وجل ـ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نّاصِبَةٌ }. قال الكسائيّ: التقهل: رثاثة الهيئة, ورجل مُتَقَهّل: يابس الجلد سَيّيءُ الحال, مثل المتقحل. وقال أبو عمرو: التقهل: شكوى الحاجة. وأنشد:
لَـعْـواً اِذا لاقيـتـه تقـهْـلاَ
والقَهْل: كفران الإحسان. وقد قَهَلَ يَقْهَلُ قَهْلاً: إذا أثنى ثناء قبيحاً. وأقهل الرجل تكلف ما يعيبه ودنس نفسه. وانقهل ضعف وسقط¹ قاله الجوهري. وعن عليّ رضي الله عنه أنهم أهل حَرُورَاءَ¹ يعني الخوارج الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «تَحقِرون صلاتكم مع صلاتهم, وصيامكم مع صيامهم, وأعمالكم مع أعمالهم, يَمرُقون من الدين كما يَمرُق السهمُ من الرّمِيّة...» الحديث.

** قوله تعالى: {تَصْلَىَ نَاراً حَامِيَةً }.
أي يصيبها صِلاؤها وحرّها. {حَامِيَةً } شديدة الحرّ¹ أي قد اُوقدت واُحْميت المدة الطويلة. ومنه حَمِي النار (بالكسر), وحمِي التنور حَمْياً فيهما¹ أي اشتدّ حرّه. وحكى الكِسائيّ: اشتدّ حَمْيُ الشمس وحَمْوِها: بمعنى. وقرأ أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب «تُصْلَى» بضم التاء. الباقون بفتحها. وقرىء «تُصَلّى» بالتشديد. وقد تقدم القول فيها في {إِذَا السّمَآءُ انشَقّتْ} (الإنشقاق: 1). الماورديّ: فإن قيل فما معنى وصفها بالحَمْى, وهي لا تكون إلا حامية, وهو أقل أحوالها, فما وجه المبالغة بهذه الصفة الناقصة؟ قيل: قد اختلف في المراد بالحامية هاهنا على أربعة أوجه: أحدها: أن المراد بذلك أنها دائمة الحَمْى, ليست كنار الدنيا التي ينقطع حَمْيها بانطفائها. الثاني: أن المراد بالحامية أنها حِمًى من ارتكاب المحظورات, وانتهاك المحارم¹ كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إن لكل ملِك حِمًى, وإن حِمى الله محارمه. ومن يرتع حول الحِمَى يُوشِك أن يقع فيه». الثالث: أنها تحمي نفسها عن أن تطاق ملامستها, أو ترام مُماسَتها¹ كما يحمِي الأسد عَرِينه¹ ومثله قول النابغة:
تعدو الذئاب على من لا كلاب لهوتتقِي صَولَة المستأسِدِ الحامِي

الرابع: أنها حامية حِمَى غيظ وغضب¹ مبالغة في شدّة الانتقام. ولم يرد حِمَى جِرْم وذات¹ كما يقال: قد حِميَ فلان: إذا اغتاظ وغضب عند إرادة الانتقام. وقد بين الله تعالى بقوله هذا المعنى فقال: {تَكَادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ} (الملك: Cool.

** قوله تعالى: {تُسْقَىَ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ }.
الاَني: الذي قد انتهى حَرّه¹ من الإيناء, بمعنى التأخير. ومنه: «آنيتَ وآذيت». وآناه يؤنيه إيناء, أي أحره وحبسه وأبطأه. ومنه {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (الرحمن: 44). وفي التفاسير {مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} أي تناهَى حرها¹ فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت. وقال الحسن: «آنيةٍ» أي حرها أدرك¹ أوقِدت عليها جهنم منذ خلقت, فدُفِعوا إليها وِرداً عِطاشا. وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: بلغت أناها, وحان شربها.

** قوله تعالى: {لّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاّ مِن ضَرِيعٍ }.
قوله تعالى: {لّيْسَ لَهُمْ} أي لأهل النار. {طَعَامٌ إِلاّ مِن ضَرِيعٍ} لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم. قال عكرمة ومجاهد: الضّرِيع: نبت ذو شوك لاصق بالأرض, تسميه قريش الشّبْرِق إذا كان رطباً, فإذا يبِس فهو الضريع, لا تَقْرَبُه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه¹ وهو سُمّ قاتل, وهو أخبث الطعام وأشنعه¹ على هذا عامّة المفسرين. إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال: هو شيء يَرْمِي به البحر, يسمّى الضّريعَ, من أقوات الأنعام لا الناس, فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع, وهلكت هُزْلاً. والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت. قال أبو ذُؤيب:
رَعَى الشّبرِقَ الريّانَ حتى إذا ذَوَى وعاد ضّريعاً بانَ منه النّحائصُ وقال الهُذليّ وذكر إبلاً وسوء مرعاها: وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضرِيع فكلّهاحَدْباءُ دامِيةُ اليدين حَرُودُ

وقال الخليل: الضريع: نبات أخضر مُنتن الريح, يرمي به البحر. وقال الوالبيّ عن ابن عباس: هو شجر من نار, ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. وقال سعيد بن جُبير: هو الحجارة, وقاله عكرمة. والأظهر أنه شجر ذو شوك حَسْب ما هو في الدنيا. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الضريع: شيء يكون في النار, يشبه الشوك, أشدّ مرارة من الصبرِ, وأنتن من الجيفة, وأحر من النار, سماه الله ضريعاً». وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الاَية {لّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاّ مِن ضَرِيعٍ } قال: بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم, حَمْلها القيح والدم, أشدّ مرارة من الصّبرِ, فذلك طعامهم. وقال الحسن: هو بعض ما أخفاه الله من العذاب. وقال ابن كيسان: هو طعام يَضْرعون عنده ويذِلون, ويتضرعون منه إلى الله تعالى, طلباً للخلاص منه¹ فسمي بذلك, لأن آكله يضرع في أن يُعْفَى منه, لكراهته وخشونته. قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقاً من الضارع, وهو الذليل¹ أي ذو ضراعة, أي من شرِبه ذليل تلحقه ضراعة. وعن الحسن أيضاً: هو الزّقوم. وقيل: هو وادٍ في جهنم. فالله أعلم. وقد قال الله تعالى في موضع آخر: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاّ مِنْ غِسْلِينٍ } (الحاقة: 35 ـ 36). وقال هنا: «اِلا مِن ضرِيع» وهو غير الغِسلِين. ووجه الجمع أن النار دَرَكات¹ فمنهم مَنْ طعامه الزّقوم, ومنهم من طعامه الغِسلين, ومنهم من طعامه الضريع, ومنهم من شرابه الحميم, ومنهم من شرابه الصّديد. قال الكلبيّ: الضريع في درجة ليس فيها غيره, والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تُحْمل الاَيتان على حالتين كما قال: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (الرحمن: 44). القُتَبيّ: ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نَبتين من النار, أو من جوهر لا تأكله النار. وكذلك سلاسل النار وأغلالُها وعقاربها وحَياتها, ولو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار. قال: وإنما دلنا الله على الغائب عنده, بالحاضر عندنا¹ فالأسماء متفقة الدلالة, والمعاني مختلفة. وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها. القُشَيريّ: وأمثل من قول القُتَبيّ أن نقول: إن الذي يُبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب, يُبقي النبات وشجرة الزقوم في النار, ليعذب بها الكفار. وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا يَنْبت في النار, ولا أنهم يأكلونه. فالضريع من أقوات الأنعام, لا من أقوات الناس. وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع, وهلكت هزلاً, فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم, وضرب الضريع له مثلاً, أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع. قال الترمذي الحكيم: وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنيء, كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى, وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار, جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر ناراً, فلا النار تُحْرِق الشجر, ولا رطوبة الماء في الشجر تُطْفىء النار¹ فقال تعالى: {الّذِي جَعَلَ لَكُم مّنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مّنْه تُوقِدُونَ} (يس: 80) . وكما قيل حين نزلت:
{الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً } (الإسراء: 97): قالوا يا رسول الله, كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: «الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يُمْشِيهم على وجوههم». فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب. أو ليس قد أخْبرَنا أنه {كُلّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا} (النساء: 56), وقال: {سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ} (إبراهيم: 50), وقال: {إِنّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً} (المزمل: 12) أي قُيوداً. {وَجَحِيماً وَطَعَاماً ذَا غُصّةٍ} (المزمل: 12 ـ 13) قيل: ذا شوك. فإنما يتَلوّن عليهم العذاب بهذه الأشياء.

** قوله تعالى: {لاّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ }.
يعني الضريع لا يسمن آكله. وكيف يَسْمن من يأكل الشوك! قال المفسرون: لما نزلت هذه الاَية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن بالضّريع, فنزلت: {لاّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ }. وكَذَبوا, فإن الإبل إنما ترعاه رَطْباً, فإذا يبس لم تأكلْه. وقيل: اشتبه عليهم أمرهم فظنوه كغيره من النبت النافع, لأن المضارعة المشابهة. فوجدوه لا يسمن ولا يغني من جوع.

** قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نّاعِمَةٌ * لّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنّةٍ عَالِيَةٍ }.
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نّاعِمَةٌ } أي ذات نَعْمة. وهي وجوه المؤمنين¹ نَعِمت بما عاينت من عاقبة أمرها وعملها الصالح. {لّسَعْيِهَا} أي لعملها الذي عملته في الدنيا. {رَاضِيَةٌ } في الاَخرة حين اُعطيت الجنة بعملها. ومجازه: لثواب سعيها راضية. وفيها واو مضمرة. المعنى: ووجوه يومئذٍ, للفصل بينها وبين الوجوه المتقدمة. والوجوه عبارة عن الأنفس. {فِي جَنّةٍ عَالِيَةٍ } أي مرتفعة, لأنها فوق السموات حَسْب ما تقدم. وقيل: عالية القدر, لأن فيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذّ الأعين. وهم فيها خالدون.

** قوله تعالى: {لاّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً }.
أي كلاماً ساقطاً غير مَرْضيّ. وقال: {لاَغِيَةً }, واللّغْو واللّغَا واللاّغية: بمعنى واحد. قال:
عـنِ اللّـغَـا ورَفَـثِ التّـكـلـمِ
وقال الفرّاء والأخفش: أي لا تَسمع فيها كلمة لغو. وفي المراد بها ستة أوجه: أحدها: يعني كذباً وبُهتاناً وكفراً بالله عز وجل¹ قاله ابن عباس. الثاني: لا باطل ولا إثم¹ قاله قتادة. الثالث: أنه الشتم¹ قاله مجاهد. الرابع: المعصية¹ قاله الحسن. الخامس: لا يسمع فيها حالف يحلف بكذب¹ قاله الفرّاء. وقال الكلبيّ: لا يُسمع في الجنة حالف بيمين برّة ولا فاجرة. السادس: لا يسمع في كلامهم كلمة بلغو¹ لأن أهل الجنة لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمدِ الله على ما رزقهم من النعيم الدائم¹ قاله الفرّاء أيضاً. وهو أحسنها لأنه يعمّ ما ذُكر. وقرأ أبو عمرو وابن كثير «لا يُسْمَع» بياء غير مسمّى الفاعل. وكذلك نافع, إلا أنه بالتاء المضمومة¹ لأن اللاغية اسم مؤنث فأنث الفعل لتأنيثه. ومن قرأ بالياء فلأنه حال بين الاسم والفعل الجار والمجرور. وقرأ الباقون بالتاء مفتوحة {لاَغِيَةً } نصاً على إسناد ذلك للوجوه, أي لا تسمع الوجوه فيها لاغية.

** قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيّ مَبْثُوثَةٌ }.
قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } أي بماء مندفق, وأنواع الأشربة اللذيذة على وجه الأرض من غير اُخدود. وقد تقدم في سورة «الإنسان» أن فيها عيوناً. فـ«ـعين»: بمعنى عيون. والله أعلم. {فِيهَا سُرُرٌ مّرْفُوعَةٌ } ورُوي أنه كان ارتفاعها قدر ما بين السماء والأرض, ليرى ولي الله ملكه حوله. {وَأَكْوَابٌ مّوْضُوعَةٌ } أي أباريق وأوانٍ. والإبريق: هو ما له عُروة وخُرطوم. والكوب: إناء ليس له عروة ولا خرطوم. وقد تقدم هذا في سورة «الزخرف» وغيرها. {وَنَمَارِقُ} أي وسائد, الواحدة نُمْرُقة. {مَصْفُوفَةٌ } أي واحدة إلى جنب الأخرى. قال الشاعر:
وإنا لنُجْرِي الكاس بين شُروبناوبينَ أبي قابوسَ فَوقَ النّمارقِ

وقال آخر:
كُهولٌ وشبانٌ حِسانٌ وجوهُهُمْعلى سُرُرٍ مَصفوفة ونمارقِ

وفي الصحاح: النّمرق والنّمرقة: وسادة صغيرة. وكذلك النّمرِقة (بالكسر) لغة حكاه يعقوب. وربما سموا الطّنْفِسة التي فوق الرحْل نُمرقة¹ عن أبي عُبيد. {وَزَرَابِيّ مَبْثُوثَةٌ }: قال أبو عُبيدة: الزرابيّ: البُسُط. وقال ابن عباس: الزّرابيّ: الطّنافس التي لها خَمْل رقيق, واحدتها: زُرْبِيّة¹ وقال الكلبيّ والفرّاء. والمبثوثة: المبسوطة¹ قال قتادة. وقيل: بعضها فوق بعض¹ قاله عكرمة. وقيل: كثيرة¹ قاله الفراء. وقيل: متفرقة في المجالس¹ قاله القُتَبيّ.
قلت: هذا أصوب, فهي كثيرة متفرقة. ومنه {وَبَثّ فِيهَا مِن كُلّ دَآبّةٍ} (البقرة: 164). وقال أبو بكر الأنباريّ: وحدّثنا أحمد بن الحسين, قال حدّثنا حسين بن عرفة, قال حدّثنا عمار بن محمد, قال: صليت خلف منصور بن المعتمر, فقرأ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ }, وقرأ فيها: {وَزَرَابِيّ مَبْثُوثَةٌ }: متكئين فيها ناعمين.

** قوله تعالى: {أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }.
قال المفسرون: لما ذكر الله عز وجل أمر أهل الدارين, تعجّب الكفار من ذلك فكذّبوا وأنكروا¹ فذكّرهُمُ الله صنعته وقدرته¹ وأنه قادر على كل شيء, كما خلق الحيوانات والسماء والأرض. ثم ذكر الإبل أولاً, لأنها كثيرة في العرب, ولم يَرَوُا الفِيلة, فنبههم جل ثناؤه على عظيم من خَلْقه¹ قد ذلله للصغير, يقوده ويُنيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحِمل وهو بارك, فينهض بثقيل حمله, وليس ذلك في شيء من الحيوان غيره. فأراهم عظيماً من خَلقه, مسخراً لصغير من خلقه¹ يدلهم بذلك على توحيده وعظيم قدرته. وعن بعض الحكماء: أنه حدّث عن البعير وبديع خَلْقه, وقد نشأ في بلاد لا إبل فيها¹ ففكر ثم قال: يوشِك أن تكون طوال الأعناق. وحين أراد بها أن تكون سفائن البر, صبّرها على احتمال العطش¹ حتى إن إظماءها ليرتفع إلى العَشْر فصاعداً, وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراريّ والمفاوز, مما لا يرعاه سائر البهائم. وقيل: لمّا ذكر السّرُر المرفوعة قالوا: كيف نصعدها؟ فأنزل الله هذه الاَية, وبين أن الإبل تَبْرُك حتى يحمل عليها ثم تقوم¹ فكذلك تلك السّرُر تتطامن ثم ترتفع. قال معناه قتادة ومقاتل وغيرهما. وقيل: الإبل هنا القِطع العظيمة من السحاب¹ قاله المبرّد. قال الثعلبيّ: وقيل في الإبل هنا: السحاب, ولم أجد ذلك أصلاً في كتب الأئمة.
قلت: قد ذكر الأصمعيّ أبو سعيد عبدُ الملك بن قُرَيب, قال أبو عمرو: من قرأها «أفلا ينظُرون اِلى الاِبل كيف خُلِقت» بالتخفيف: عنى به البعير, لأنه من ذوات الأربع, يَبرُك فتحمل عليه الحَمولة, وغيره من ذوات الأربع لا يحمل عليه إلا وهو قائم. ومن قرأها بالتثقيل فقال: «الإبلِ», عنى بها السحاب التي تحمل الماء والمطر. وقال الماورديّ: وفي الإبل وجهان: أحدهما: وهو أظهرهما وأشهرهما: أنها الإبل من النّعَم. الثاني: أنها السحاب. فإن كان المراد بها السحاب, فلِما فيها من الاَيات الدالة على قدرته, والمنافع العامة لجميع خلقه. وإن كان المراد بها الإبل من النّعَم, فلأن الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان¹ لأن ضروبه أربعة: حَلُوبة, ورَكُوبة, وأكُولة, وحَمُولة. والإبل تجمع هذه الخِلال الأربع¹ فكانت النعمة بها أعم, وظهور القدرة فيها أتم. وقال الحسن: إنما خصها الله بالذكر لأنها تأكل النّوَى والقَتّ, وتخرج اللبن. وسئل الحسن أيضاً عنها وقالوا: الفيل أعظم في الأعجوبة: فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل, ثم هو خنزير لا يُؤكل لحمه, ولا يُركب ظهره, ولا يحلب درّه. وكان شُرَيْح يقول: اخرجوا بنا إلى الكُناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خُلِقت. والإبل: لا واحد لها من لفظها, وهي مؤنثة¹ لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها, إذا كانت لغير الاَدميين, فالتأنيث لها لازم, وإذا صغرتها دخلتها الهاء, فقلت: اُبيلة وغنيمة, ونحو ذلك. وربما قالوا للإبل: اِبْل, بسكون الباء للتخفيف, والجمع: آبال.

** قوله تعالى: {وَإِلَى السّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَىَ الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }.
قوله تعالى: {وَإِلَى السّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ } أي رُفعت عن الأرض بلا عَمَد. وقيل: رفعت, فلا ينالها شيء. {وَإِلَىَ الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } أي كيف نُصبت على الأرض, بحيث لا تزول¹ وذلك أن الأرض لما دُحِيت مادت, فأرساهَا بالجبال. كما قال: {وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ} (الأنبياء: 31). {وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } أي بُسطت ومدّت. وقال أنس: صليت خلف عليّ رضي الله عنه, فقرأ «كَيفَ خَلَقْتُ» و«رَفَعْتُ» و«نَصَبْتُ» و«سَطَحْتُ», بضم التاءات¹ أضاف الضمير إلى الله تعالى. وبه كان يقرأ محمد بن السّميْقَع وأبو العالية¹ والمفعول محذوف, والمعنى خلقتها. وكذلك سائرها. وقرأ الحسن وأبو حَيْوة وأبو رجاء: «سُطّحَتْ» بتشديد الطاء وإسكان التاء. وكذلك قرأ الجماعة, إلا أنهم خففوا الطاء. وقدّم الإبل في الذكر, ولو قدّم غيرها لجاز. قال القشيريّ: وليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة. وقد قيل: هو أقرب إلى الناس في حق العرب, لكثرتها عندهم, وهم من أعرف الناس بها. وأيضاً: مَرافق الإبل أكثر من مرافق الحيوانات الاُخَر¹ فهي مأكولة, ولبنها مشروب, وتصلح للحمل والركوب, وقطع المسافات البعيدة عليها, والصبر على العطش, وقلة العَلَف, وكثرة الحَمْل, وهي مُعْظم أموال العرب. وكانوا يسيرون على الإبل منفردين مستوحشين عن الناس, ومَنْ هذا حاله تفكر فيما يحضره, فقد ينظر في مركوبه, ثم يمد بصره إلى السماء, ثم إلى الأرض. فاُمِروا بالنظر في هذه الأشياء, فإنها أدل دليل على الصانع المختار القادر.

** قوله تعالى: {فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ * لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ * إِلاّ مَن تَوَلّىَ وَكَفَرَ * فَيْعَذّبُهُ اللّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ * إِنّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمّ إِنّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ }.
قوله تعالى: {فَذَكّرْ} أي فعِظهم يا محمد وخوّفهم. {إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ} أي واعظ. {لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } أي بمسَلّط عليهم فتقتلَهم. ثم نسختها آية السيف. وقرأ هارون الأعور «بِمُسَيْطَرٍ» (بفتح الطاء), و«الْمُطَيْطَرُون». وهي لغة تميم. وفي الصحاح: «المسيطِر والمصيطِر: المسلّط على الشيء, ليشرِف عليه, ويتعهد أحواله, ويكتب عمله, وأصله من السطر, لأن من معنى السطر ألا يتجاوز, فالكتاب مسطر, والذي يفعله مسطر ومسيطِر¹ يقال: سيطرت علينا, وقال تعالى: {لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ }. وسَطَرَه أي صَرَعَه». {إِلاّ مَن تَوَلّىَ وَكَفَرَ } استثناء منقطع, أي لكن من تولى عن الوعظ والتذكير. {فَيْعَذّبُهُ اللّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ } وهي جهنم الدائم عذابها. وإنما قال «الأكبر» لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقَحْط والأسر والقتل. ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود: «اِلا مَنْ تَوَلّى وَكَفَر. فإنه يعذبه الله». وقيل: هو استثناء متصل. والمعنى: لست بمسلّط إلا على من تولى وكفر, فأنت مُسَلّط عليه بالجهاد, والله يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر, فلا نسخ في الاَية على هذا التقدير. ورُوِي أن علياً أتِي برجل ارتد, فاستتابه ثلاثة أيام, فلم يعاود الإسلام, فضرب عنقه, وقرأ {إِلاّ مَن تَوَلّىَ وَكَفَرَ }. وقرأ ابن عباس وقتادة «ألاَ» على الاستفتاح والتنبيه, كقول امرىء القيس:
ألاَ رُبّ يـومٍ لَـكَ مِـنْـهُـنّ صَـالِـحٍ
و«مَنْ» على هذا: للشرط. والجواب {فَيْعَذّبُهُ اللّهُ} والمبتدأ بعد الفاء مضمر, والتقدير: فهو يعذبه الله, لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان: إلا من تولى وكفر يعذبه الله. {إِنّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } أي رُجوعهم بعد الموت. يقال: آب يؤوب¹ أي رجع. قال عَبيد:
وكُلّ ذي غَيْبَةٍ يَوُوبُوغائب الموتِ لا يَوُوبُ
وقرأ أبو جعفر «اِيّابَهُمْ» بالتشديد. قال أبو حاتم: لا يجوز التشديد, ولو جاز لجاز مثله في الصيام والقيام. وقيل: هما لغتان بمعنى. الزمخشري: وقرأ أبو جعفر المدنيّ «اِيابهم» بالتشديد¹ ووجهه أن يكون فِيْعالا: مصدر أيب, قيل من الإياب. أو أن يكون أصله إوّاباً فِعّالا من أوّب, ثم قيل: إيواباً كدِيوان في دِوّان. ثم فعل ما فعل بأصل سيد ونحوه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://apowesam.yoo7.com
 
تفسير سوره الغاشيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سوره عبس
» تفسير سوره عبس
» تفسير سوره الكوثر
» تفسير سوره الزلزله
» تفسير سوره الفيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابــــــــــو وســــــــــــــــــــــام :: الفئة الأولى :: فى رحاب القرءان-
انتقل الى: