تتكر القصة صباح كل يوم، تحديداً قبل موعد الذهاب إلى المدرسة، تطلبين من طفلك البالغ من العمر خمس سنوات أن يرتدي ثيابه، لكنه يتلكأ ويتباطأ ويبقى بثياب النوم أو بملابسه الداخلية، إلى أن تأتي أنت وتلبسيه بنفسك. قد يبدو هذا السلوك مقلقا لدى البعض خصوصا مع تكراره في كثير من البيوت بشكل يومي، لكن الأمر مقدور عليه ولا يستدعي للقلق الزائد، الأسباب وراء ذلك كثيرة، ما عليك أيتها الأم سوى تحديدها لتتمكني من حل المشكلة.
تعلمين جيداً أن طفلك يعرف كيفية ارتداء ثيابه فقد رأيته يفعل ذلك مرات عدة لكنه في اللحظات الضاغطة يرفض القيام بذلك، إذ ما إن يراك تلحين عليه في تدبير أمره بذاته لأنك منهمكة في فعل شيء آخر، ويكاد الوقت ينفد حتى يبدأ في المراوغة وفي مناداتك لتساعديه، لأنه وفق قوله لا يعرف أين وضع سرواله أو كيف يرتدي قميصه، تستغربين تصرفه الذي يفقدك صوابك لا سيما أنك امرأة عاملة وتحسبين الوقت بالدقيقة، فتظنين أنه يتعمد إزعاجك، بعد أن ارتحت لبلوغه سناً بات قادراً معها على تأدية بعض الأفعال والمهمات بمفرده، لأنك في حاجة ماسة إلى من يعينك في تدبير أمورك لكسب الوقت، لكن عودته إلى الاتكال عليك ورفضه القيام بأبسط الأمور، مثل انتعال حذائه يصيبانك بالخيبة
لماذا يتصرف على هذا المنوال؟
- هناك أسباب كثيرة تدفعه إلى التصرف بهذه الطريقة والعودة إلى المرحلة السابقة من طفولته؛ حيث كان يعتمد عليك في كل شيء، متناسياً أنه تمكن من اكتساب المهارات التي تخوله الاعتماد على ذاته في عدد من الأمور وتدبير شؤونه بنفسه.
المهمة غير سهلة:
صحيح أنه بدأ يرتاد المدرسة وصار في مقدوره كتابة بعض الأحرف وقراءة بعض الكلمات البسيطة وتعداد الألوان والأرقام لكنه ما زال في طور اكتساب المهارات الجسدية الحركية والفكرية، وهذا يعني أنه قد يجد صعوبة في ارتداء أنواع معينة من الملابس مثلاً من الصعب على طفل في هذا العمر أن يربط شريط حذائه أو أن يرتدي قميصاً بأزرار أو أن يضع حزاماً في سرواله كذلك لا يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يختار الملابس التي تناسب الطقس أو المكان الذي يقصده أو تنسيقها إذ قد يختار ارتداء قميص بنصف كم في طقس بارد أو العكس، ارتداء كنزة صوفية في جو حار. لتسهيل المهمة عليه حاولي أن تشتري له ثياباً بسيطة لا تحتوي على الكثير من الأزرار أو الأشرطة، إضافة إلى الأحذية المزودة بأشرطة لاصقة لكي تكسبي وقتاً إضافياً في الصباح، اختاري ملابسه في المساء وحاولي اعتماد بعض الحيل الصغيرة، التي تساعده على ارتداء الملابس بشكل صحيح كأن تضعي حلقة صغيرة في سحابته ليتمكن من الإمساك بها بسهولة أو تضعي إشارة ما على قمصانه تمكنه من التفريق بين الجهة الخلفية والجهة الأمامية للقميص، من المهم جداً ألا يشعر طفلك بأنك متوترة أو غاضبة أثناء محاولته ارتداء ملابسه لأن الأمر سينعكس عليه سلباً شجعيه على ما يقوم به من خلال القول له: (أعي جيداً أنك لا تستطيع القيام بذلك، كما يفعل الكبار، لكن عليك أن تحاول ارتداء جواربك).
يريد اهتمامك:
أحياناً كثيرة يلجأ طفلك إلى طلب مساعدتك لأنه يريد أن تهتمي به أكثر ربما تعرض للتوبيخ في المدرسة أو شعر بأنك منهمكة عنه على الرغم من حاجته الماسة إلى عنايتك به، كما كنت تفعلين معه عندما كان طفلاً صغيراً يعتمد كلياً عليك في هذه الحالة وجب تقبل تصرفه، بين الفينة والأخرى شرط ألا تتركيه يتمادى فيه، اعملي على تخصيص وقت له خلال النهار بهذه الطريقة سوف يفهم أنك في هذا الوقت سوف تكونين جاهزة للعناية به واللعب معه، يمكنك مثلاً، أن تقولي له: في الصباح علينا الإسراع لأن المدرسة تغلق أبوابها في وقت محدد ولكن نستطيع أن نلعب معاً وتمضية الوقت مع بعضنا في المساء